حماة .. عنقاء سوريا

بمداد المدونين نحيي ذكرى المجزرة

ذكرى المجزرة كي لا تتكرر

leave a comment »

المصدر : هبوووش

بعد إطلاق الحملة التدوينية :” حماة .. عنقاء سوريا ! “ كجزء من الحراك الثقافي مع الثورة  شهدت الساحة التدوينية عشرات التدوينات إحياءً لذكرى مجزرة حماة ، وهذا في اليوم الأول من تاريخ الحملة التي تستمر حتى أسابيع .. أمرٌ رائع أن تتجول بين المدونات لترى الجميع يتحدث عن الأمر نفسه بوجهات نظر مختلفة وبطرق عرض متعددة ..من أجل قضية واحدة !

جدير بالذكر أن هذه الحملة هي الأولى من نوعها في تاريخ الثورة .. وقد أثبتت نجاحا جميلاً بحمد الله

تم الجمع التدوينات في هذه الصفحة في مدونة طريف وفي مدونة خاصة بالحملة .. اختلفت طرق العرض بين التدوينات وتكلم كل مدون من وجهة نظره وبين كل الآراء والرؤى كان هناك وجهة نظر معارضة واحدة .. لصاحبها المفكر السوري ..

كتب المفكر تدوينة بعنوان ذكرى مجزرة حماة .. ولكن ؟

يقول فيها أنه ليس من السليم أن ننشغل بمجزرة حماة وننسى المجازر التي تحدث الآن .. ويثير هذا الموضوع في عدة نقاط وتساؤلات وجدت لدي أجابات عنها وبعض الأفكار فرأيت أن أنشرها في تدوينة كتكريس لمفهوم الإختلاف في الرأي الذي سيفتح بابه على مصراعيه في سوريا الجديدة ، نبدأ على بركة الله ..

يقول المفكر السوري : إخوتي الكرام، المجازر التي تحدث هذه الأيام ليست أقل شأناً مما حدث في الثمانينات بل هي أهمّ وأولى من إحياء ذكرى مجزرة حدثت وانتهت، بالتأكيد لا أقصد ولن أقصد إهمال أو تجاهل ما حدث في الثمانينات ، فهل من الصواب أن نترك المجازر التي تحدث بشكل يومي ونلتفت إلى مجزرة لم تُنسَ حدثت منذ 30 سنة؟
أليس من الأولى أن نقوم بإيقاف المجازر التي تحدث الآن ونوقف الدماء التي تسيل ثم نعود لنحيي ذكرى حماة ومن ثم ذكرى المجازر التي تحدث هذه الأيام ونطالب بمُحاسبة القتلة؟

المجازر التي تحدث ليس أقل شأنا بكل تأكيد .. ولكن .. حماة وحدها قدمت أضعاف ماقدمته المدن السورية مجتمعة ! وماحصل صدقاً في حماة لا يمكن تخيله فضلاً عن مقارنته بما يحصل الآن ..

حماة نازعت الموت وكانت وحيدة ..

حماة استبيحت وكانت وحيدة..

حماة أبيدت بصمت وكانت وحيدة ..

حماة تمخضت وحدها ونازعت وحدها .. وفقدت الجنين وحدها!

أأقل من حملة تدوين لتلك الثكلى المناضلة ؟.. أأقل من أن نلثم جراحها ؟.. أأقل من أن نتذكر كم نزفت

وهل تذكرنا لحماة البارحة يعني أن ننسى ما يحصل اليوم ..؟  وهل فتح جراح الذاكرة التي لم تندمل يعني أن نهمل الجراح التي تخترق جسدنا اليوم ؟ قضيتنا قضية واحدة .. وثورتنا واحدة ضد نظام واحد ومجرم واحد .. نحن لا نقول دعونا نتذكر فلسطين أو العراق أو الصومال ربما صحيح أن هذا ليس وقتهما الآن ..وإنما نتذكر مدينة سوريا كانت مهد الثورة في الثمانينيات و في قلبها الآن في ثورة الكرامة والحرية

ويقول : ربما يقول البعض بأن هدف الحملة هو تحريك الرأي العام وتذكيرهم بما حدث في الثمانينات لمساعدة وإنقاذ السوريين اليوم، وأنا أظن بأن ما يجري وإرفاقه بالوثائق والصور أقوى حُجّة مما حدث في الثمانينات، ومن لم يتحرك لما يحدث الآن لن يتحرك إن أعدنا له ما جرى في الثمانينات خصوصاً أنه ينقصها توثيق لكثير من الأحداث والقصص بعكس هذه الأيام حيث كل شيء موثّق.

ما أراه لإيقاف المجازر هو دعم الجيش الحر بكل شيء، وتوجيه كل الدعوات لدعمه فقط، أما ذكرى حماة فأرى أن نؤجلها إلى ما بعد إسقاط النظام فستكون عبرة للمستبدين ونهايتهم

نحن لانريد ’ فقط ’ أن نحرك الرأي العام ، بل نريد  أن لا ندع ذكرى تلك المجزرة تمر بسلام على الطاغية .. نريد أن نثقب بها أذنيه ..ونهز بها عرشه ، نريد أن نقول له أننا : لم ننس حماة ، نريد أن نجعله هو .. يعتبر قبل أن يصبح عبرة ! نريد أن نخبره أن الحق لا يموت ولا يقوى عليه غاصبون .. نريد أن نذكره ـ قبل العالم ـ بجريمة والده وعمه  ونريد أن نخبره بأن الجماجم التي تسلق عليه للوصول إلى العرش مازالت أرواحها حية ومازالت دماؤها تجري في عروفنا وتغلي ، ونريد ان نخبره أن جرح الحاضر لم ينسنا جرح الماضي بل جعل الثأر .. ثأرين !..

ونريد أن نربت على كتف حماة ونقبل حبينها ونخبرها أننا لم ننس .. ولن نسامح .. وسنقتص

نريد أن يعرف العالم أن المجرم لا يمكن أن يفر من جريمته وأنه مهما طال الزمن فالحق سيرجع وينتزع .. فهل نُفوِتُ ذكرى المجزرة لإيصال هذه الرسائل ؟ وبعد إسقاط النظام سنذكر بالمجزرة مرة أخرى ولكننا عندها سنقول .. ياحماة وفينا العهد ..

أما دعم الجيش الحر وتوثيق ما يجري فهو لا يتعارض مع إحياء ذكرى المجزرة ، بل على العكس هما يلتحمان ويصبان في بوتقة القضية ، فالمجرم واحد والثورة واحدة

لن أنسى ما حدث في حماة منذ 30 سنة، لكنني أيضاً لن أسامح نفسي ولا غيري إن قصّر أحدٌ منا في إنهاء المجازر والمذابح التي تحدث!

صدقت ، كلنا لن نسامح وكلنا لن نسمح أن يتكرر الماضي .. وكلنا لن يسمح أن يعيد التاريخ نفسه !

ليس الخطأ أن نتذكر حماة ، الخطأ أن ننسى ما يحصل الآن  .. وهذا لم يحصل ولن يحصل بإذن الله..

ونحن نقول اليوم : يا حماة سامحينا كي لا نقول يوماً ـ لا قدر الله ـ : يا حمص سامحينا ويا إدلب سامحينا ويا شآم سامحينا ويا درعا سامحينا !

—————————————–

حقاً يسعدني اختلاف الرأي هذا أكثر مما يسعدني الإجتماع على رأي ..

الإختلاف يعني مساحة أكبر للنقاش وتبادل الأراء ..

و….. هي هية الحرية اللي بدنا ياها ! :)

هذه التدوينة في إطار الحملة التدوينية لإحياء مجزرة حماة “حملة .. عنقاء سوريا “

Written by hama30

فيفري 5, 2012 في 11:17 ص

أضف تعليق