حماة .. عنقاء سوريا

بمداد المدونين نحيي ذكرى المجزرة

صبراً حماه

leave a comment »

المصدر : مدونة أبو عبيدة الحموي

يمّم فؤادكَ شطرَ هاتيكَ الحمى . . . . . . . . مستلهماً شوقَ المحبِّ إلى حَما
قد أذّن الداعي لوصلكَ فلتُقِمْ . . . . . . . . . . . . فرْضَ الوصالِ ولبِّ فيها مُحرِما
فإذا وطئتَ ترابها فارفقْ به . . . . . . . . . . . . . . .  فثرى حماةَ روتْهُ أنهارُ الدّما
غدر الطغاةُ بأهلها في ليلةٍ . . . . . . . . . . . . .  أضحى الزمانُ لأجلها متألما
واسأل مياهُ النهر فيما عاصرتْ . . . . . . . . . . هل شاهدتْ يوماً أشدَّ وأعظما
فلعلها تُفضي إليك بقصّةٍ . . . . . . . . . . . . . كيف استحالتْ بعد مقتلهم دما
واسمع أنيناً لم يزلْ متردّداً . . . . . . . . . . . . في رجع أصواتِ الصّدى متظلّما
كم من صغيرٍ لم تجد صرخاتُه . . . . . . . . . . . . قلباً عطوفاً عند منْ قد أجرَما
كم من فتاةٍ بالحياء تسترتْ . . . . . . . . . . . . . لكنّما الباغي استباحَ مُحرَّما
كم من عجوزٍ تمتمتْ بتوسلٍ . . . . . . . . . . . . . . . كيما تلاقي رأفةً وترحُّما
كم من شهيدٍ قد طوتهُ يدُ الرّدى . . . . . . . . . . . . . لكنه بالذكر فاقَ الأنجُما
واسأل نواعيراً تخضّب لونها . . . . . . . . . . . . . . . . بدماء من لله روحاً قدّما
مرت سنونٌ والجراحُ تعاقبتْ . . . . . . . . . . . . . جيلاً فجيلاً لا يطيقُ تبسّما
ألمٌ يجاهد نفسه كي لا يُرى . . . . . . . . . . في وجه حمويٍّ . . وحزنٌ خيّما
إن كان حافظُ قد أبادَ مدينةً . . . . . . . . . . . . . أو كان رفعتُ بالسرايا هدّما
فاليوم قد نبتتْ براعمُ جُرحنا . . . . . . . . . . . . شجراً بها الزّقومُ مراً علقما
جاء الحسابُ فيا طغاةُ تأهّبوا . . . . . . . . الشعبُ ثار على الهوانِ وأقسما
سينالُ كلّ الظالمين جزاءهم . . . . . . . ما عاد شعبي للأسى مُستسلما
وسيهنأ الشهداءُ فوقَ هنائهم . . . . . . . . . ويكونُ مجداً للشعوب وبلسما
صبراً حماةُ فإن نصراً قد دنا . . . . . . . . . . . . لربوع شامٍ يرتوي منه الظما
فالشام فخرٌ للفضائلِ كلها . . . . . . . . . . . أوصى الرسولُ بأهلها وتوسّما

Written by hama30

فيفري 26, 2012 في 1:32 م

أضف تعليق